قصيده من قلب شعبي
أيها السيد في المكان العالي ...
في بلد أنت سقفه وخيمته ومرجعيته .... عندما تهبط العتمة الحالكة على الوطن
فعلى المواطن النظيف الأصيل والمنتج المستنير أن يضيء الزاوية التي هو فيها... وأن يخرج النار من فمه ...
يــــــــــــاليتَ عمّـــــــــــانَ تدري عــن مُحـبِّيهــــــا وليتَ يعــــرفُ ما في النــــــــاسِ راعيهـــــــــــا
في كلّ تُربتهـــا عِشـــــــــقٌ يـُـــــــــــــــدغدغُــــني أنا الضعيفُ فقيـــــــــــرُ الحــــــــال ِ واهِيهــــــــــا
يــا صاحبَ الأمــــــــرِ إنَّ الارضَ مُوحلــــــــــــــةٌ والدارُ تغــــــرَقُ مع أركــــــــــان ِ بانيهـــــــــــــــا
وأنتَ في القمّـــــــــــــةِ العليـــــــــــــــاءِ محجــبـــةٌ عنكَ الحقـــائقُ، مَنْ بالسَّفــــــــــح ِ رائيهـــــــــــــا
كلُّ الدروبِ لبـــــابِ القــصــرِ مُغْلَقــــــــــــــــــــــةٌ فَقَــولــــــــةُ الصِّــــدقِ عندي كيفَ أحكيهـــــــــــا؟
لا أبتغي منـــــكَ امـــــــــــــــــوالاً و أوســــمـــــــةً ولا منــــاصبَ حُـكـــــم ٍ أنــــــتَ تُسديهـــــــــــــا
لــكــنّـــــــــــــــــهُ وطنٌ يـــاســـيدي وأخــــــــــــي وإن أوطاننـــــــــــا بالــــــــرّوح نفدِيهــــــــــــــــا
يـــــــا صاحبَ البسمـــــــــةِ الزَّهـــراءِ هــلْ عَلمتْ حـــاشـيـتـك أن الــظُّلـــــــــــــــــمَ يُردِيهـــــــــا؟
تضخّمتْ هـــــــــذه واسْــتـســمـنــــــــــــــتْ ورَبتْ كلاحـــــم ِ الطير ضـــــافي الريــــــش ِ زاهيهـــــا
أنــــــــــــا المواطـــــــــــنُ مقـــمــــــوعٌ ومـــــتّهمٌ في شرعِهــــــــــا وكــــــأني من أعــــــــاديهـــــــا
مـــــــــــا درّبتنـــــــي على حـُـــبِّ الــبـــــــــــــلادِ ولا الامســاكُ في زُمرةِ الافســــادِ يعنيهـــــــــــــــا
قــــــــــد لقـّنتنــي تعـــــــــاليـــمَ الـــــــولاءِ لــكُــــم كــــــم تُرهـــــقُ الأذنّ إيــعـــــــازاً وتوجيهـــــــــا!
كَــــم دَرَّبتنِي على شكــــــلِ السُّـــجــــــود لَكـــــــم وكيــفَ أركــــــــــــــــعُ عـــــاري الساقِ جاثيهــــا
حتى انحنــــــــــــــــاءةَ ظهــــري لا أقررُّهــــــــــا فلستُ حُـــــــــرّا بجسمي كيــفَ يُبديهـــــــــــــــــــا
مـا أنتَ إلا أخٌ قــــد طــــــــــــــــــابَ مَعدنـُــــــــــه جمُّ الشمــــــــــــــــــــــــائلِ في بُرديك تَحويهـــــــا
ما أنتَ من نَسْــلِ فِرعـــــــــــــون فنعبــــــــــــــــدهُ ولا مسيـــــــــــحٌ جديـــــدٌ شـــــــــــــاءَ تـألّيهـــــــا
عبــــادةُ الفــــردِ هــــــــــذي أسقطت أُمَمَـــــــــــــا في كــــــلّ عصـــــــر ٍ وكـــــــانتْ من مآسيهــــــا
ذئــــــــــــــابُ أمنـــــــكِ جرّتني بأقبيـــــــــــــــــةٍ لجَوفِ زنـــزانــــــــةٍ هــــــاجتْ أفاعيهـــــــــــــــا
فيهــــــــــــــا رطوبــةُ تــــــــابوتٍ وظُلْمتُـــــــــــهُ فكيفَ أحيــــــــــــا عزيـــــــــزَ النّفسِ هانيهــــــــا؟
فمــــــــــــا انتسبتُ لحـــزبٍ ضــدّ دَولتنِــــــــــــــا ولا حملـــتُ سلاحــــــــــــــــــاً ضدّ أهليهــــــــــــا
ويُولِمونَ بــــــــأفــراح ٍ علــى جســــــــــــــــــدي ويشربونَ دمـــــــــــــــي في اللّيـــلِ تَرفيهــــــــــــا
يخصونَ كلَّ حصيفِ الــــرأي في وطنــــــــــــي إن فـــــــاهَ في كِلْمَـــــةٍ صحّتْ معانيهــــــــــــــــا؟
مــــولاي يا صــــــــاحبَ القلب الكبيـــــــــــر ألا تدري بــذاك ؟ وهلْ حــــــــــــاكمتْ خاصيهــــــا؟
هـــــــات أعطني (سيـدي) حقَ الحــــــوارِ وخُـــذْ مني مواطنــــــــــــــة ً بالرّوح أ ُسديهــــــــــــــــا
سلَطتَ كلّ عُتُـــــــــــــــــــلٍّ فوقَ رقبتِنــــــــــــــا ما بينَ بائــــــــــــــــــعِ أوطـــــان ٍ وشاريهـــــــــــا
وزَّرت كـــــلَّ خبيثٍ طـــــامــعٍ شَــــــــــــــــــــرهٍ للمــــــــال والجــــــــــاه والدُّنيـــــــا ومـــا فيهــــــا
حكـّمت فينـــــــــــــــا كبــــــــار العائــــلاتِ على عِلا تهـــــا وطغــــــى بالنـــاس طــــاغيهــــــــــــــا
قــــــــرّبت كلَّ طُـُفيلــــيٍّ يلُــغُّ دمــــــــــــــــــــــاً من جســـــــــمِ شعبـــــــك لمـــا نــــــام قاضيهــــــا
لملمتَ كـــــــلَّ عجـــوز ٍ مــــــــــائــــــلٍ خَـــرفِ في دارِ مجلـــــــسِ أعيـــــــــــانٍ تُسميهــــــــــــــا
وَهبتَنا قشــــــرةُ الشُّـــــــورى وزُخرفهـــــــــــــــــا حجبـــــــتَ جوهرهــــــــا عنـّـــــــا وبــــــــاقيهــــا
لنـــــــــــــــا وسائـــــــلُ إعـــــــلامٍ مهرجـــــــــــةٌ والنـــــاعقــــــونَ كثيـــــــرٌ في نواحيهـــــــــــــــــا
يـــــــــا صـاحبَ الأَمــر لا عـــــرشٌ ومملكــــــــةٌ تبقى إذا لم تكــــــــنْ في الحـــــــــــال آسيهـــــــــــا
فالنارُ مخبـــــوءة ٌ تحت الرّمـــــــــــــــــــــــــادِ إذا مـــــــــــا شئتَ تُطفِئُها أو شئتَ تُذكيـــــــهــــــــــا
أخشى على الأمــــــــــر في إبـَّـــــان أزمتنــــــــــــا ضُويبطــــــاً يتنــــــــزّى جسمُـــــــــــــه تيهـــــــا
يحرَكُ الجندَ صـــــوبَ القصـــــــر واسفـــــــــــــا ولا اظُـنُّـــــــــك لاتــــــــدري مـــــــراميهـــــــــــا
مــا زلتَ في الناسِ صمّـــــــامَ الأمــــــــانِ لهــــــا - لا قدّر اللهُ - أن ينــــــــــــدكَّ عاليهـــــــــــــــــــا
فأنتَ مستهدفٌ يــــــاسيــــــــدي وأنــــــــــــــــــا في فتنـــــــةٍ تَتَــــوارَى فــــــــــي مخابِيهـــــــــا
أحداثُ تونسَ في الوجـــــدانِ ماثـلــــــــــــــــــــة ُ ومــــــا أظنُّ أخـــــا وعــــــــــــــي بناسيهـــــــــــا
مـــــــــاذا، قصورُ الشَّميساني لـــــــو ارتسمـــتْ أمــــــــامَ عينــــــكَ قد دُكــــــــت مبانيهـــــــــــــــا
يــــــــا صاحبَ الأمرِ هذي فتنـــــــة ٌ عصفــــــتْ عميقـــــــةُ الجرح ِ أعيــــــــــــــت مـــن يداويهـــــا
كلابُ قصــــركِ ما هـــــــــــــــرَتْ ولانبَحَــــــتْ علــــى اللصوصِ فحَاميهــــــــــا حَراميهـــــــــــــا
فالكَيُّ يَشـــــفي جسُــــــومَ النـــــاسِ مِن وَجـــــعٍ لولاهُ كـــــــــانَ خبيــــثُ الـــداء يُـــرديهـــــــــــــا
فابدأ بنفســـــــــــــكَ وأمنـــــــــحْ بعضَ ثروتِكـــم فالنـــــــاسُ تسعــــى إلى تقليـــــدِ راعيهــــــــــــــا
تـنـغــــنــغـــــتْ تَرَفــــــــــــاً أفرادُ أسرتِكــــــم وأُسرتــي لـــم تجــــــدْ قُوتـــــــــــــا يُغذِّيهــــــــــــا
خبــــــزٌ وشـــــــــايٌ على جُـــــــــوعٍ أفطرُّهـــا من الغــــــــــلاءِ ولا شــــيءٌ يُـعّشيهـــــــــــــــــــــا
مــــا نحنُ بعضُ رقيــــــــقِ الأرضِ أسرتُنــــــــا مــــــن العبيـــــدِ ولسنـــــا من مـــواشيهــــــــــــــــا
هذا رُكـــــــــــــــــــامُ ديون فوقَنــــــــا هَبَطــــتْ نحنُ الطفــــــــــــــــارى فمــــنْ ذا كانَ يسبِيهـــــــــا؟
ماذا تفسـّــــــــــــــرُ رحـــلاتٌ بلا عَـــــــــــــددٍ مع عِليــــةِ القــــــــومِ إذ ضمّـــتْ حواشيهــــــــــــا
هذي برامكــــــــــــةُ الأردنِ راتــعــــــــــــــــةٌ في خيرِ أرضي، وغــــــــاصتْ في تمــــاديهــــــا
غِيــــــــــــلانُ قومِكَ مصُّوا نصفَ ثروتِنـــــــــا والبرمكيـــــــــونَ عـــــــــــاثُوا في نـــــواحيهـــــــا
مربـــــــــــــــــــربونَ على لحمِ الخِرافِ وهُــــمْ كَــــــــــــــآفـــــةِ الـدُّودِ لاقـــتْ من يربّيهـــــــــــا
تمتّعــــــــــوا بإمتيــــــــــازات ٍ مُحَصَّنـــــــــــــةٍ - من العقابِ- واعيــــــــا الحصــــرُ مُحصيهـــــا
من أين هــــــذي القصورُ الشامخـــــاتُ لهــــــــــمْ يكـــــــــادُ قِرميدُهـــــــــا ليـــــــــــلاً يُضّويهــــا
لا أردنيونَ هــــم عنـــــــــــــــدي ولا عـــــــــربٌ حتى تأردنُهــــــــم مــــــــا زالَ تمويهـــــــــــــــــا
ونحن فيهـــــــــا الهنـــــــــــــــودُ الحمرُ مهنتنـُـــا أن نحـــــــــرثَ الأرضَ أو نسقــــــي دواليهــــــا
أبنــــــــــــاءُ شعبكِ شرقَ النّهر تعرفنُــــــــــــــــا بقيةُ الأهــــــلِ غربَ النهــــــــــر تدريهـــــــــــــــا
مهــــاجرونَ وأنصــــــــــــــارٌ ودْيدَننَــــــــــــــــا أن نحـــــرسَ الأرضَ من طُغيــــــانِ غازيهــــــــا
بــــــــــــاضتْ شيوخُ بني قومي على عَجـــــــــــلٍ كلَّ التّزلـــــفِ ليــــــــتَ الله يُخزيهــــــــــــــــــــــا
عشــــــــــــائريونَ هتـّــــــــافون مــــــــــــــأربهم منـــــــــــــاصبُ الحُكمِ في أعلى كـــراسيهـــــــــــا
مستـــــــــــــــــوزرونَ وهم وِزرٌ على بلــــــــــدي مشايـــــخُ القومِ إنـــــــــــي لا أُحــابيهــــــــــــــــــا
لا يتقنــــــــــــــونَ سوى فنِّ النّفـــــــــــاقِ لكـــــم وكثرةُ المــــــــــــدحِ نـــالتْ منك تشويهـــــــــــا
ما انت في حاجـــــــــــــــــةٍ للمــــدحِ يُغدِقُــــــــــه كذّابُ بلدتِنــــــــــا طبّـــــــالُ ناديهـــــــــــــــــــــــا
مـــــولاي أنت زعيـــــــمٌ لا تُريقُ دمـــــــــــــــــاً كفكِفْ دمـــــــــــــــــــوعَ اليتـــامى في مآقيهـــــــا