السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) . رواه مسلم
ونحن الآن في زمن عودة الاسلام غريباً نعم لا تعجبوا حبيباتي
وسأوضح لكم صحة كلامي
ولكن لنعلم اولاً ما معني غربة الاسلام
غربة الاسلام هي انه كان في بدايته لا يعرفه الا القلة فقد كان غريباً عن باقي البشر
ونشره الرسول واصحابه الذين آمنوا معه
والاسلام اليوم يعيش غربته الثانيه التي تحدث عنها الرسول في حديثه
نعم هناك اختلاف بين الغربة الاولي والثانيه
فالغربة الاولي ليست مطابقة للثانيه في جميع حيثياتها الا انهما متشابهتين في امور كثيره
فلننظر الي حالنا الان هل فعلا منهج الله هو الذي يحكمنا؟
للاسف لا فقد طغي علينا فكر الغرب في كل شئ سواء موافق لديننا ام لا
وأصبحت اي مؤسسه او شركة او بنك يقوم علي النظام الاجنبي هو الناجح والسائد
انظوروا الي المدارس الامريكيه والاجنبيه واللغات هي الافضل بيننا اليوم
ويصبح الطفل منها بليغ في اللغه الانجليزيه وهذا هو المهم واذا سالتيه حتي عن الارقام العربيه
لا يعرف نطقها
انا لست اقول بالبعد عن ثقافة الغرب وعدم اخذ شئ لا ولكن نأخذ منها مايناسب ديننا ويتماشي مع أحكام ديننا قال تعالي: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) آية 44 وقوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) آية 45 وقوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) آية 47
فالامر يحتاج لدعوة الناس الي الاسلام من جديد كما بدأ
لا لانهم يرفضون هذه المرة شهادة ان لا اله الا الله محمدا رسول الله
كما كان الناس يرفضونها في الغربة الاولي
ولكن لانهم يرفضون مقتضاها الرئيسي فهم يرفضون تحكيم شريعة الله والامتثال لمنهجه
حتي لو كان الف مليون مسلم من المحيط الي المحيط ينطقون في اليوم بـ لا اله الا الله محمد رسول الله
الا ان اكثرهم في غربة عن احكام الدين الصحيحه
فمن يطبق دينه اليوم كالقابض علي جمرة من نار
فقد انتشرت الاغاني والافلام ودخلت كل بيت ومن يحرم نفسه منها قلة قليله
انظروا الي زيي النساء اليوم اصبح اكثرهن كاسيات عاريات
انشغل الناس بالدنيا ونسوا الدين والاخرة والحساب واصبح همهم هو الغني والبحث عن المال
وحب الدنيا والخوف علي ارواحهم وما جمعوه من مال
فهيا بنا نعيد حساباتنا من جديد
ونصلح ما في نفوسنا
عن ثوبان -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ يوشك الأمم أن تداعى عليكم
كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ، قال: بل أنتم
يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة
منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن،
قال: حب الدنيا وكراهية الموت كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى
لِلْغُرَبَاءِ ) . رواه مسلم أخرجه أبو داود.
حقا نحن اليوم كثير ولكن كماء السيل الذي يذهب هباءً ولا يفيد احد
وهذا الغثاء لا يحتاج للوعظ والارشاد فقط بل يحتاج الي الانتشال من الجاهليه التي تحيط به ونقله الي ارض الواقع
هيا بنا فكل واحدة منا لها دور في اصلاح نفسها ومن حولها
ابحثي في حياتك وحكمي احوالك لحكم وتشريع الله واصلحي من نفسك ثم من من يحيط بكـِ
حتي نفوز برضا الله وجنته
اسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق وعمل ما يحبه الله ويرضاه
للأمآنهـ/منقول
تح ـيـآتـي